عندما فتح خمّارته الصغيرة في باب شرقي العتيقة، لم يتفنّن أبو جورج في تسميتها. كانت، كمعظم المحال الصغيرة، تحمل اسم صاحبها، كانت مورد رزقه البسيط الذي يعتاش منه. في بداياتها، كان صيت خمارة أبي جورج على «قدّ الحال»، يقصدها أبناء الحي والأحياء المجاورة «الشريبة»... كان ذلك، قبل أن تصير الخمارة الأشهر في دمشق القديمة. اليوم، وبعد سنوات طويلة، يستحيل على زوار الحي العتيق، المرور من أمام خمارة أبو جورج من دون التوقف، ولو لشرب كأس واحدة. فهنا، لم يعد المكان لـ»شرّيبة» الحي، الغرباء باتوا يعرفون أبو جورج أكثر من الدمشقيين أنفسهم.